وأما ما زعمه الكاتب من أن هذه الطائفة محصورة في الشام، وفي بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، حيث قال:[وأخيراً يدل قوله - صلى الله عليه وسلم - وهم بالشام، ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس على مكان نشأة الحزب، هذا أي حزب التحرير، إذ لم يُعرف أن حزباً هذه أوصافه قد نشأ في مدينة القدس وما حولها سوى حزب التحرير] ص٥٥.
وأقول قد بينت سابقاً كذب الدعوى العريضة، التي ادعاها الكاتب من أن الأحاديث الواردة في الطائفة الظاهرة، تنطبق على حزب التحرير فقط.
وهنا أبين خطأ ادعاء الكاتب أن الطائفة الظاهرة في الشام وفي بيت المقدس وأكناف بيت المقدس فقط، وهو ما قال ذلك إلا لأن حزبه نشأ في فلسطين، فأراد أن يحمل الأحاديث على حزبه فأقول:
أولاً: إن قول الكاتب: [ولا تدل هذه الألفاظ على أهل الشام كلهم كما فسرها معاوية لدعم موقفه من علي] ص٥٤.
إن الكاتب افترى على معاوية فنسب له ما سبق، والحقيقة خلاف ذلك، لأن الذي حدد موقع الطائفة في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري - وهو الذي ساقه الكاتب -، إنما هو معاذ وليس معاوية