المحدث، أبا جعفر أحمد بن محمد بن محمد القيسي القرطبي، المعروف بابن أبي حجة رحمه الله، يقول في تأويل قوله عليه الصلاة والسلام (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة) إنهم العلماء قال: وذلك أن الغرب لفظ مشترك، يطلق على الدلو الكبيرة، وعلى مغرب الشمس، ويطلق على فيضة من الدمع. فمعنى لا يزال أهل الغرب)، أي لا يزال أهل فيض الدمع من خشية الله عن علم به وبأحكامه ظاهرين الحديث، قال الله تعالى:(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).
قلت – القرطبي -: وهذا التأويل يعضده قوله - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم:(من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة) وظاهر هذا المساق أن أوله مرتبط بآخره والله أعلم] تفسير القرطبي ٨/ ٢٩٦ - ٢٩٧.