المسلمين المتمسكين، بحبله المتشبثين بذيله، الذين كانوا في أول الإسلام ويكونون في آخره، وإنما خصهم بها لصبرهم على أذى الكفار أولاً وآخراً ولزومهم دين الإسلام] فيض القدير ٢/ ٤٠٧.
وأما نفي الكاتب صفة الغربة عن شخص يتمسك بأحكام الشرع، أو بضعة أشخاص في زمن الفساد، وزعمه أنه لا يوصف بالغربة إلا طائفة أو حزب، فهذا كلام باطل يرده ظاهر الأحاديث.
فالحديث وصف الغرباء، بأنهم يصلحون ما أفسد الناس.
والحديث وصف الغرباء، بأنهم يتمسكون بالكتاب والسنة.
والحديث وصف الغرباء، بأنهم يحيون ما أماته الناس من السنة.
والحديث وصف الغرباء، بأنهم النزاع من القبائل.
فلا أدري من أين جاء الكاتب بزعمه أن الغرباء لا بد أن يكونوا ضمن حزب، وليس أي حزب، وإنما حزب التحرير فقط. أليست هذه هي النظرة الحزبية الضيقة؟ بلى وربي.
لا شك أن هذا التأويل للأحاديث، ما هو إلا من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ألا يستحي هذا الكاتب من قوله الباطل هذا، والذي ينفي به وجود الغرباء المتمسكين بالإسلام، على مرّ العصور والأيام، إنه الكبر والتعالي على عباد الله. إنها لمأساة أن يصدر هذا الكلام، من هذا الحزبي قصير النظر، الذي لا يرى إلا