وَلكنه لَا يدمج الاحاديث والاخبار بَعْضهَا فِي بعض، بل يحْتَفظ لكل نقل بطابعه ومكانه، وَكَثِيرًا مَا يعوزه التَّرْتِيب فِي النَّقْل، فَلَا ينسق الاخبار الَّتِى ينقلها حَتَّى تكون وحدة منسجمة فأحيانا يبْدَأ بالْخبر المطول، ثمَّ يذكر بعده أَخْبَارًا تحتوى على جَانب من هَذَا الْخَبَر أَو تكرره ٥ - فَإِذا تتبعنا نقُول ابْن كثير عَن غَيره وجدنَا فِيهَا ظَاهِرَة عَجِيبَة..هِيَ: أَنه يكَاد لَا يلْتَزم نَص أَي شئ يَنْقُلهُ..! فنقوله عَن ابْن إِسْحَاق أغلبها
بِالْمَعْنَى، وَقد تتبعت ذَلِك فِي بعض الصفحات، وَرَأَيْت أَن إِثْبَات الفروق بَين ابْن كثير وَابْن إِسْحَاق شئ يطول مداه، فَابْن كثير يقدم وَيُؤَخر وَيزِيد وَينْقص، ويغير ويبدل ويفوت بِهَذَا التَّغْيِير والتبديل كثير من جمال عبارَة ابْن إِسْحَاق وتناسقها كَذَلِك نجد رِوَايَات ابْن كثير للاحاديث تخْتَلف بعض الِاخْتِلَاف عَمَّا فِي أيدى النَّاس من الْكتب الَّتِى ينْقل ابْن كثير عَنْهَا.