وَإِذا كَانَ لِابْنِ كثير طَابع تَجْدِيد تميز بِهِ، فَإِنَّهُ قد اكْتَسبهُ من علاقته بِابْن تَيْمِية وحبه لَهُ وتأثره بآرائه، فقد كَانَ ابْن كثير كأستاذه ابْن تَيْمِية ينفر من الخرافات ويميل إِلَى الرُّجُوع إِلَى السّنة ويعتمد على التَّحْقِيق والتدقيق بوسيلته الَّتِى يملكهَا، وهى نقد الاسانيد وتمحيص الاخبار.
كَذَلِك كَانَ ابْن كثير فِي تَفْسِيره إِمَامًا وَصَاحب مدرسة، إِذْ نفر من الاسرائيليات والاخبار الْوَاهِيَة، كَمَا نفر من التفلسف وإقحام الرأى فِي كتاب الله، وآثر مَنْهَج تَفْسِير الْقُرْآن بِالْقُرْآنِ ثمَّ بِالْحَدِيثِ والاثر.