وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى، قَالَ: " فَبَكَى آدَمُ ثَلَاثَ مِائَةِ عَامٍ عَلَى جَبَلِ الْهِنْدِ، تَجْرِي دُمُوعُهُ فِي أَوْدِيَةِ جِبَالِهَا.
قَالَ: فَنَبَتَتْ بِتِلْكَ الْمَدَامِعِ أَشْجَارُ طِيبِكُمْ هَذَا، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ يَؤُمُّ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ، فَجَعَلَ يَخْطُو الْخُطْوَةَ، فَيَكُونُ مَوَاضِعُ قَدَمَيْهِ دَسَاكِرُ وَعمْرَانٌ، وَبَيْنَهُمَا مَفَاوِزُ وَبَرَارِي، حَتَّى أَتَى الْبَيْتَ، وَطَافَ أُسْبُوعًا، فَبَكَى حَتَّى خَاضَ فِي دُمُوعِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى، فَبَكَى سَاجِدًا حَتَّى فَاضَتْ دُمُوعُهُ وَجَرَتْ عَلَى الأَرْضِ، فَنُودِيَ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا آدَمُ، قَدْ رَحِمْتُ ضَعْفَكَ، وَقَبِلْتُ تَوْبَتَكَ، وَغَفَرْتُ ذُنُوبَكَ، فَقُلْ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، عَمِلْتُ سُوءًا، وَظَلَمْتُ نَفْسِي، فَتُبْ عَلِيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرِّحِيمُ، فَاغْفِرْ لِي وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ، وَارْحَمْنِي وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ.
قَالَ: فَمَكَثَ بَعْدَ ذَلِكَ لا يُبْدِي عَنْ وَاضِحِهِ، حَتَّى أَتَاهُ الْمَلَكُ، فَقَالَ: حَيَّاكَ اللَّهُ يَا آدَمُ وَبَيَّاكَ.
قَالَ: فَضَحِكَ "
! ١٦٢ وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " أَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ تَسَاقَطَ عَنْهُ جَمِيعُ زِينَةٍ الْجَنَّةِ، وَلْم يَبْقَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute