للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ سَعِيدٌ: " وَمِنْ غَيْرِ حَدِيثِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ إِبْلِيسُ: لأَنْتَهِزَنَّ فُرْصَتِي مِنْ إِبْرَاهِيمَ، فَأَتَاهُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ، فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: لِي حَاجَةٌ فِي هَذَا الشِّعْبِ.

قَالَ: إِنِّي أَرَى الشَّيْطَانَ قَدْ جَاءَكَ فِي مَنَامِكَ فَأَمَرَكَ بِذَبْحِ ابْنِكَ هَذَا، فَعَرَفَهُ إِبْرَاهِيم، فَقَالَ: اغْرُبْ عَنِّي وَيْلَكَ، وَاللَّهِ لأَمْضِيَنَّ لأَمْرِ رَبِّي.

فَلَمَّا أَيِسَ عَدُوُّ اللَّهِ جَاءَ إِلَى إِسْحَاقَ، فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبُ مَعَ أَبِيكَ فِي هَذَا الشِّعْبِ؟ قَالَ: أَذْهَبُ مَعَهُ فِي حَاجَةٍ.

قَالَ: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَكَ؟ قَالَ: وَيْلَكَ! هَلْ رَأَيْتَ وَالِدًا يَذْبَحُ ابْنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ.

قَالَ: فَلْيَفْعَلْ مَا أَمَرَهُ بِهِ رَبُّهُ، فَسَمْعًا وَطَاعَةً، فَلَمَّا امْتَنَعَ مِنْهُ الْغُلَامُ ذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ، قَالَ: هَلْ تَعْلَمِينَ أَيْنَ يَذْهَبُ ابْنُكِ مَعَ أَبِيهِ؟ قَالَتْ: إِلَى هَذَا الشِّعْبِ لِحَاجَةٍ.

قَالَ: وَمَا ذَهَبَ بِهِ إِلا لِيَذْبَحَهُ، فَقَالَتْ: كَلا، هُوَ أَرْحَمُ بِهِ وَأَشَدُّ حُبًّا لَهُ مِنْ ذَلِكَ.

قَالَ: فَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ.

قَالَتْ: فَإِنْ كَانَ رَبُّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ فَنُسَلِّمُ لأَمْرِ اللَّهِ.

فَرَجَعَ عَدُوُّ اللَّهِ بِغَيْظِهِ ".

قَالَ إِسْحَاقُ: عَنْ أَبِي إِلْيَاسَ، عَنْ وَهْبٍ: فَانْطَلَقَا، حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الشِّعْبِ مِنْ مِنًى، فَانْتَهَيَا إِلَى أَصْلِ بثير، فَقَالَ: " انْزِلْ يَا بُنَيَّ.

فَنَزَلَ، فَقَالَ: {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} [الصافات: ١٠٢] .

قَالَ: فَتَهَلَّلَ وَجْهُهُ، وَاضْطَرَبَتْ مَفَاصِلُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَابْتَدَرَ أَبَاهُ، فَقَالَ: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: ١٠٢] .

قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَاكَ قَدْ تَهَلَّلَ وَجْهُكَ وَاضْطَرَبَتْ مَفَاصِلُكَ وَلَمْ تَتَكَسَّرْ، وَلَمْ يَدْخُلْكَ شَيْءٌ؟ ! قَالَ: يَا أَبَتِ رَبِّي لِي

<<  <   >  >>