للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تَلْعَةٍ، جَاوَرْنَا قَوْمًا مِنَ الْفُرْسِ، لا نُجِيرُ عَلَيْهِمْ، وَلا نَمْنَعُ مِنْهُمْ.

قَالَ: «فَلِلَّهِ عَلَيْكُمْ إِنْ أَبْقَاكُمُ اللَّهُ حَتَّى تَنْزِلُوا مَنَازِلَهُمْ، وَتَنْكِحُوا نِسَاءَهُمْ، وَتَسْتَعْبِدُوا أَبْنَاءَهُمْ، أَنْ تُسَبِّحُوا اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتُحَمِّدُوهُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتُكَبِّرُوهُ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ» .

قَالُوا: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا رَسُولُ اللَّهِ» .

قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزَهُمْ، مَرَّ بِهِمْ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْحَكَمِ هَلْ تَعْرِفُ هَذَا الْمَوْلَى الَّذِي قَامَ مِنْ عِنْدِنَا آنِفًا؟ قَالَ: نَعَمْ، فِي الذُّرْوَةِ الْعُلْيَا مِنَّا، فَعَنْ أَيِّ شَأْنِهِ تَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: قَالَ لَنَا كَذَا وَكَذَا.

قَالَ: لا تَرْفَعُوا بِهِ رَأْسًا فَإِنَّهُ مَجْنُونٌ، يَهْذِي مِنْ أُمِّ رَأْسِهِ.

قَالُوا: قَدْ رَأَيْنَا وَاللَّهِ ذَلِكَ حِينَ ذَكَرَ لَنَا مِنْ أَمْرِ فَارِسٍ مَا ذَكَرَ.

قَالَ: ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَأْتِي بَنِي عَامِرَ، فَقَالَ: «مَنِ الْقَوْمُ؟» , قَالُوا: بَنُو قُشَيْرٍ.

قَالَ: «كَيْفَ الْمَنَعَةُ؟» , قَالُوا: لا يُرَامُ مَا قَبْلَنَا وَلا يُصْطَلَى بِنَارِنَا.

قَالَ: «فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ لِتَمْنَعُونِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالاتِ رَبِّي، وَلا أُكْرِهُ أَحَدًا مِنْكُمْ عَلَى شَيْءٍ» .

قَالُوا: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ» .

قَالُوا: فَأَيْنَ قَوْمُكَ عَنْكَ؟ قَالَ: «هُمْ أَوَّلُ مَنْ طَرَدَنِي وَكَذَّبَنِي» .

قَالُوا: لَكِنَّا لا نُؤْمِنُ بِكَ وَلا نَطْرُدُكَ , وَسَنَمْنَعُكَ حَتَّى تُبَلِّغَ رِسَالاتِ رَبِّكَ.

فَجَلَسَ، فَأَتَاهُمْ بَيْحَرَةُ بْنُ فِرَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ قُشَيْرٍ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي أُنْكِرُهُ فِيكُمْ؟ قَالُوا: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْقُرَشِيُّ، زَعَمَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ.

قَالَ: وَمَا لَكُمْ وَلَهُ؟ , قَالُوا: أَتَانَا لِنَمْنَعَهُ حَتَّى يُبَلِّغَ رِسَالاتِ رَبِّهِ.

قَالَ: فَرَدَدْتُمْ عَلَيْهِ مَاذَا؟ , قَالُوا: قُلْنَا فِي الرُّحْبِ وَالسَّعَةِ، تَحَوَّلْ إِلَى بَلَدِنَا وَنَمْنَعُكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا.

قَالَ: فَمَا قَفَلَ أَحَدٌ مِمَّنْ هَهُنَا بِشَرٍّ مِمَّا قَفَلْتُمْ بِهِ، تُرِيدُونَ أَنْ تُنَابِذُوا النَّاسَ عَلَى سَوَاءٍ وَتَرْمِيكُمْ عَنْ

<<  <   >  >>