وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ""أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل ". (١) فهذه أربع أقسام للقرآن الكريم تدل على ترتيبه التوقيفي.
ومما سبق يتبين لنا: * أن القرآن الكريم نزل جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة ومن بيت العزة إلى قلب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - منجما.
* أن ترتيب القرآن كما هو في المصحف توقيفي لا مجال للرأي فيه، وليس للصحابة أي تدخل في شأنه، وإنما كان بأمر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث تعلمه من أمين الوحي جبريل - عليه السلام -، وترتيب المصحف وفق ما هو مسجل في اللوح المحفوظ، هذا الترتيب الذي ينطوي على حكم عديدة لا يحيط بها إلا منزل هذا الكتاب - جل جلاله -.
أن جبريل - عليه السلام - كان يدارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن في شهر رمضان من كل عام، حتى كان العام الذي توفي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عارضه فيه مرتين، وذلك بمراعاة ترتيبه الموجود في اللوح المحفوظ والذي عليه المصحف العثماني.
كان للرسول - صلى الله عليه وسلم - ورد يومي من كتاب الله - عز وجل - يحرص على قراءته حتى يختم القرآن بين الحين والحين، وكان للصحابة الكرام رضي الله عنهم أورادهم اليومية، ومنهم من حفظ القرآن كله في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومنهم من أتم حفظه بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم -، كل ذلك حسب ترتيبه
(١) ٦ - رواه الإمام أحمد في مسنده ٤ / ١٠٧ - وأبو داود الطيالسي في مسنده ح١٠١٢ وأبو عبيد في فضائل القرآن ص١١٩ والبيهقي في الشعب ح٢٤١٥ والطبراني في الكبير ٢٢/٧٦ وإسناده حسن ". والمئين، كل سورة بلغت مائة فصاعدا. والمثاني كل سورة دون المئين وفوق المفصل ...