للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[لما بين سبحانه أن مخلوقاته السماوية والأرضية منقادة له خاضعة لجلاله أتبع ذلك بالنهى عن الشرك بقوله {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد} فنهى سبحانه عن اتخاذ إلهين ثم أثبت أن الإلهية منحصرة في إله واحد وهو الله سبحانه] (١)

ذكر الخاص بعد العام

من ذلك ما ذكره في تفسير قوله تعالى من سورة النحل {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} قال " خص سبحانه من جملة المأمورات التي تضمنها قوله {إن الله يأمر بالعدل والإحسان٠٠٠} الوفاء بالعهد فقال {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} " (٢)

ترتيب موضوعات السورة:

المتأمل في السور القرآنية يجد لكل سورة وحدتها الموضوعية من خلال ترابط مقاطعها وتناسب آياتها وتسلسل موضوعاتها التي وإن تعددت وتنوعت لكنها تدور حول موضوع واحد وترمي إلى مقصد واحد، ولقد أشار الشوكاني في تفسيره إلى ذلك فقال في تفسير سورة الفرقان مبينا سر ترتيب موضوعاتها: " تكلم سبحانه في هذه السورة على التوحيد لأنه أقدم وأهم ثم في النبوة لأنها الواسطة ثم فى المعاد لأنه الخاتمة ".

وهكذا جاءت موضوعات السورة مرتبة مسلسلة تدور جميعها حول تقرير العقيدة الإسلامية بجوانبها الثلاث الإلهيات والنبوات والسمعيات ٠

ذكر ما يترتب على الحكم الشرعي من أحكام تلحق به:

مثال ذلك ما ذكره الشوكاني في تفسير قوله تعالى {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف.} الخ الآية {٢٣٣} من سورة البقرة} قال [لما ذكر الله سبحانه النكاح والطلاق ذكر الرضاع لأن الزوجين قد يفترقان وبينهما ولد ولهذا قيل إن هذا خاص بالمطلقات وقيل هو عام] . (٣)

*****


(١) ٢ - نفس المرجع ٣ / ١٦٨
(٢) ٦ - نفسه ٣ /١٩٠
(٣) ٧ - نفسه ١ /٢٤٤..

<<  <   >  >>