للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال في تفسيره: [ {كل من عليها فان} أي كل من على الأرض من الحيوانات هالك وغلب العقلاء على غيرهم فعبر عن الجميع بلفظ من وقيل أراد من عليها من الجن والإنس {ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وجه النعمة في فناء الخلق أن الموت سبب النقلة إلى دار الجزاء والثواب وقال مقاتل وجه النعمة في فناء الخلق التسوية بينهم في الموت ومع الموت تستوي الأقدام] (١)

*وفي تفسيره لقوله تعالى {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ {٢٩} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {٣٠} } يبين وجه كونه تعالى كل يوم في شأن: نعمة فيقول: [ {كل يوم هو في شأن} الشأن هو الأمر ومن جملة شئونه سبحانه إعطاء أهل السموات والأرض ما يطلبونه منه على اختلاف حاجاتهم وتباين أغراضهم قال المفسرون من شأنه أنه يحيى ويميت ويرزق ويفقر ويعز ويذل ويمرض ويشفي ويعطي ويمنع ويغفر ويعاقب إلى غير ذلك مما لا يحصى وقيل المراد باليوم المذكور هو يوم الدنيا ويوم الآخرة {فبأي آلاء ربكما تكذبان} فإن اختلاف شئونه سبحانه في تدبير عبادة نعمة لا يمكن جحدها ولا يتيسر لمكذب تكذيبها] (٢)


(١) - نفسه ٥ / ١٣٦ وراجع رسالتي الصبر عند فقد الولد ط دار السلام بالقاهرة.
(٢) - نفس المرجع ٥ / ١٣٧..

<<  <   >  >>