للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وهذا معنى قول المصنف في إيراده للآية الكريمة: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ - وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: ١٨٠ - ١٨٢] فسبح نفسه عما قاله المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب، ثم قال: {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: ١٨٢] لدلالة الحمد على الكمال المطلق من جميع الوجوه.

هذا الذي ذكر المصنف ضابط نافع في كيفية الإيمان بالله وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وأنه مبني على أصلين أحدهما النفي وثانيهما الإثبات؛ أما النفي فإنه ينفي عن الله ما يضاد الكمال من أنواع العيوب والنقائص، وينفي عنه أيضًا أن يكون له شريك أو نديد أو شبيه في شيء من صفاته أو في حق من حقوقه الخاصة، فكل ما ينافي صفات الكمال فإن الله منزه عنه مقدس، والنفي مقصود لغيره، والقصد منه إثبات ما لم يرد نفي شيء منه في الكتاب والسنة عن الله إلا بقصد إثبات ضده، فنفي الشريك والنديد عن الله لكمال عظمته وتفرده بالكمال؛ ونفي السِّنة والنوم والموت لكمال حياته ونفي عزوب شيء عن علمه وقدرته (١) . ولهذا كان التنزيه والنفي لأمور مجملة عامة.


(١) لكمال علمه وقدرته.

<<  <   >  >>