للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

به المرسلون، فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن (١) حيث يقول:

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) وجه كون سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن: أن القرآن خبر وإنشاء. والخبر ينقسم في كلام الله إلى قسمين: خبر عن الله وعن أسمائه وصفاته، وخبر عن خلقه من الجنة والنار، وأشراط الساعة، وجميع ما تضمنه الكتاب من وعد ووعيد، ومما كان أو سيكون. وهذه السورة تمحضت للخبر عن الله سبحانه فكانت تعدل ثلث القرآن بهذا الاعتبار.
ولقد دلت هذه السورة على أصول عظيمة يستفاد منها إثبات جميع صفات الكمال لله، ونفي جميع صفات النقائص والعيوب. كما دلت على أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الذات والصفات وذلك على سبيل المطابقة، وعلى توحيد الربوبية وذلك على طريق التضمن، وتوحيد العبادة بالالتزام؛ إذ إن دلالة الشيء على كل معناه يسمى مطابقة، ودلالته على بعضه يسمى تضمنا، وعلى ما يلزم من جهة الخارج يسمى التزاما.

<<  <   >  >>