الذي هو أعلم الخلق وأورعهم وأنصحهم للمخلوقين، فإن خطر ببالك تمثيل أو تشبيه فتفطن لقوله:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١]
وكذلك أيضا فإن الكلام على الصفات مثل الكلام على الذات؛ فكما أنه لا نظير له ولا مثيل له في ذاته، فكذلك لا مثيل له ولا نظير له في صفاته.
(ووجه ذلك وأنه داخل في الإيمان بالله وبكتبه- أن الإيمان بكلام الله على هذا الوصف الذي ذكره المصنف وأنه من الإيمان بالله؛ لأنه وصفه، والكلام صفة للمتكلم. فإن الله تعالى موصوف بأنه متكلم إذا شاء بما شاء، وأنه لم يزل ولا يزال يتكلم، وكلامه تعالى لا ينفد ولا يبيد، ونوع الكلام أزلي أبدي ومفرداته لا تزال تقع شيئا فشيئا بحسب حكمة الله تعالى، والله تعالى أضافه إلى نفسه في قوله:" كلام الله " إضافة الصفة لموصوفها، فدل على أنه كلامه لفظه ومعناه ووصفه، وإذا كان كذلك كان غير مخلوق، ومن زعم أنه مخلوق من المعتزلة فقد أعظم الفرية على الله، ونفى كلام الله عن الله وصفا وجعله وصفا للمخلوق، ومن زعم أن القرآن الموجود بيننا عبارة عن كلام الله أو حكاية