إلى من قاله مبتدءا لا إلى من قاله مبلغا مؤديا. وهو كلام الله حروفه ومعانيه، ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف فيؤمنون بفتنة القبر وبعذابه ونعيمه: فأما الفتنة فإن الناس يفتنون في قبورهم، فيقال للرجل:(من ربك؟ وما في دينك؟ وما نبيك) فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي. وأما المرتاب فيقول: هاه هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيضرب بمرزبة من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب، إلى أن تقوم القيامة الكبرى، فتعاد الأرواح إلى الأجساد، وتقوم القيامة التي أخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله وأجمع عليها المسلمون، فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلًا، وتدنوا منهم الشمس، ويلجمهم العرق، وتنصب الموازين، فتوزن فيها أعمال العباد، (١)
(١) الجمع بين النصوص الواردة في وزن الأعمال، والعاملين، والصحائف- أنه لا منافاة بينها، فالجميع يوزن، ولكن الاعتبار في الثقل والخفة يكون بالعمل نفسه لا بذات العامل ولا بالصحيفة.