ومن زيادته ونقصه أن قَسّم المؤمنين إلى ثلاث طبقات:
سابقون بالخيرات: وهم الذين أدوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات، فهؤلاء المقربون.
ومقتصدون: وهم الذين أدوا الواجبات وتركوا المحرمات.
وظالمون لأنفسهم: وهم الذين تجرءوا على بعض المحرمات، وقصروا فيِ بعض الواجبات مع بقاء أصل الإيمان معهم. فهذا من أكبر البراهين على زيادة الإيمان ونقصه. فما أعظم التفاوت بين هؤلاء الطبقات.
ومن وجوه زيادته ونقصه: أن المؤمنين متفاوتون في علوم الإيمان وتفاصيله، فمنهم من وصل إليه من تفاصيله وعقائده خير كثير، فازداد به إيمانه وتم به يقينه، ومنهم ما هو دون ذلك ودون ذلك، حتى تصل الحال إلى أن من المؤمنين من معه إيمان إجمالي ولم يتيسر له من التفاصيل شيء، وهو مع ذلك مؤمن. ومعلوم الفرق بين هذه المراتب.