ومن وجوه زيادة الإيمان ونقصه: أن المؤمنين متفاوتون تفاوتًا كبيرًا في أعمال القلب والجوارح وكثرة الطاعات وقلتها، وهذا شيء محسوس.
ومن وجوه زيادته ونقصه: أن من المؤمنين من لم تجرح المعاصي إيمانه وإن وقع منه شيء من ذلك بادر إلى التوبة والإنابة. ومنهم من هو متجرئ على كثير من المعاصي، ومعلوم الفرق بينهما.
ومن وجوه زيادته ونقصه: أن من المؤمنين من هو واجد حلاوة الإيمان، وقد ذاق طعمه واستحلى الطاعات، وتأثر قلبه بالإيمان، ومنهم من لم يصل إلى ذلك؛
ولهذا قال المصنف رحمه الله: وهذا تحقيق مذهب السلف الذي باينوا فيه الخوارج المارقين الذين يسلبون العصاة اسم الإيمان ويخلدونهم في النار.
وباينوا فيه المعتزلة الذين وافقوا الخوارج في المعنى وخالفوهم في اللفظ.
أما الكتاب والسنة فإنهما دلا من وجوه كثيرة على أن العبد يكون فيه خير وشر، وإيمان، وخصال كفر، وخصال نفاق، لا تخرجه عن الإيمان بالكلية. وأن الإيمان