للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيا: أن الدراوردي تفرد برواية هذا الحديث عن عبد الله وهذا التفرد لا يقبله العلماء؛ لأن الدراوردي في روايته عن العمري نكارة.

ثالثا: أن محرز بن سلمة الراوي عن الدراوردي عنه الحاكم لم يخرج له سوى ابن ماجة من أصحاب الكتب الستة، ولم يوثقه أحد من الأئمة وذكر فقط في كتاب الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئاً.

أما قول ابن خزيمة: ((منسوخ)) فقد علمت أنه ضعيف فلا نحتاج لدعوى النسخ لحديث غير ثابت أصلا، وأما قول البيهقي أنه وهم وأن الثابت عن ابن عمر بلفظ آخرفهذا غير صحيح لانه حديث آخر يإسناد آخر.

قال العيني (١) : ((والحديث الذي علله فيه نظر، لأن كل منهما منفصل عن الآخر)) . انتهى

وهذا هو الأقرب من صنع العلماء أنه لم يعل أحد هذه الرواية بالرواية الأخرى، وعاملوا كلا منهما على حده.

- أثر أبي هريرة الموقوف:

بلفظ: ((لا يبرك أحدكم كما يبرك البعير الشارد)) ،

أخرجه السرقسطي في غريب الحديث (٥٣٨) بإسناد صحيح من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله الأشج، عن أبي مرة، عن أبي هريرة موقوفا.

صححه الحويني ـ حفظه الله ـ في رسالته، والشيخ الألباني في ((صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم)) . وإسناده صحيح بإذن الله، فصح عن أبي هريرة ذلك.

الخلاصة:

أن هذه الرواية غير ثابتة مرفوعة أو موقوفة من فعل ابن عمر؛ لأنه من غرائب ومناكير الدراوردي عن عبيد الله العمري.

- أثر موقوف على ابن عمر:

وقد ذكره شيخنا الحويني ـ حفظه الله ـ في فتاويه (١/١١٤) وجعله شاهدا لحديث أبي هريرة.


(١) العمدة (٦/٧٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>