للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَيْتَاً، وإِنَّ أَوْهَنَ الْبِيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) (١) .

وقوله: (وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام) (٢) .

وقوله: (خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالفَخَّارِ) (٣) .

ونحو ذلك.

* * * ومن ذلك: " باب الاستعارة " وذلك يباين (٤) " التشبيه ".

كقوله تعالى: (وقد منا إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءٍ مَنْثُوراً) (٥) .

/ وكقوله: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (٦) .

وكقوله: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة) (٧) .

وقوله: (وَلَمَّا سَكَتَ عِن مُّوسَى الغضب) (٨) .


(١) سورة العنكبوت: ٤١.
وقال الرماني: " فهذا تشبيه قد أخرج ما لا يعلم بالبديهة إلى ما يعلم بالبديهة.
وقد اجتمعا في ضعف المعتمد ووهى المستند.
وفى ذلك التحذير من حمل النفس على الغرور بالعمل على غير يقين، مع الشعور بما فيه من التوهين " (٢) سورة الرحمن: ٢٤.
وقال الرماني: " فهذا تشبيه قد أخرج ما لا قوة له في الصفة إلى ما له القوة فيها.
وقد اجتمعا في العظم، إلا أن الجبال أعظم.
وفى ذلك العبرة من جهة القدرة فيما سخر من الفلك الجارية مع عظمها، وما في ذلك من الانتفاع بها وقطع الاقطار البعيدة فيها " (٣) سورة الرحمن: ١٤.
وقال الرماني: " وهذا تشبيه قد أخرج ما لا قوة له في الصفة إلى ماله القوة.
وقد اجتمعا في الرخاوة والجفاف، وإن كان أحدهما بالنار والآخر بالرياح " (٤) كذا في ا، م.
وفى ك، س: " لاستعارة وهو بيان التشبيه " (٥) سورة الفرقان: ٢٣.
وقال الرماني ص ١٠: " حقيقة،، قدمنا،، هنا: عمدنا.
وقدمنا أبلغ منه، لانه يدل على أنه عاملهم معاملة القادم من سفر، لانه من أجل إمهاله لهم كمعاملة الغائب عنهم ثم قدم فرآهم على خلاف ما أمرهم.
وفى هذا تحذير من الاغترار بالامهال.
والمعنى الذى يجمعهما العدل، لان العمد إلى إبطال الفاسد عدل.
القدوم أبلغ لما بينا.
وأما هباء منثورا فبيان قد أخرج ما لا تقع عليه حاسة إلى ما تقع عليه حاسة " (٦) سورة الحجر: ٩٤.
وقال الرماني ص ١١: " حقيقته: بلغ ما تؤمر به.
والاستعارة أبلغ من الحقيقة، لان الصدع بالامر لابد له من تأثير كتأثير صدع الزجاجة.
والتبليغ قد يضعف حتى لا يكون له تأثير فيصير بمنزلة ما لم يقع.
والمعنى الذى يجمعهما الايصال، إلا أن الايصال الذى له تأثير كصدع الزجاجة أبلغ "
(٧) سورة الحاقة: ١١.
وقال الرماني ص ١١: " حقيقته علا.
والاستعارة أبلغ، لان طغى علا قاهرا.
وهو مبالغة في عظم الحال " (٨) سورة الاعراف: ١٥٤.
وقال الرماني ص ١٢ " حقيقته انتفاء الغضب.
والاستعارة بسكت أبلغ، لانه انتفى انتفاء مراصد بالعودة، فهو كالسكوت على مراصدة الكلام بما توجبه الحكمة في الحال، فانتفى الغضب بالسكوت عما يكره، والمعنى الجامع بينهما الامساك عما يكره " (*)

<<  <   >  >>