للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومحاسبتهم وخيانتهم، ويتفكر في منازعة شركائه في الحدود والماء، وأعوان السلطان في الخراج، والأجراء على التقصير في العمارة، ونحو ذلك.

وصاحب التجارة يمسي ويصبح متفكرًا في خيانة شريكه، وتقصيره في العمل، وتضييعه المال.

وكذا سائر أنواع المال، حتى صاحب المجموع المكنوز يفكر في كيفية حفظه، وفي الخوف عليه.

ومن له قوت يوم بيوم فهو سلامة من جميع ذلك، وهذا سوى ما يقاسيه أرباب الأموال في الدنيا، من الخوف، والحزن، والهم، والغم، والتعب.

فإذا ترياق المال أخذ القوت منه، وصرف الباقي إلى الخيرات، وما عدا ذلك سموم وآفات (١).

قال يحيى بن معاذ: مصيبتان لم يسمع الأولون والآخرون بمثلهما في ماله (أي في مال الإنسان) عند موته، قيل: ما هما؟ قال: يؤخذ منه كله ويسأل عنه كله.

يريد المرء أن يعطى مناه

ويأبى الله إلا ما أرادا ... يقول المرء فائدتي ومالي

وتقوى الله أكرم ما استفادا (٢)


(١) مختصر منهاج القاصدين ٤/ ٢ وما بعدها.
(٢) طبقات الشافعية ٢/ ١٨٤.

<<  <   >  >>