للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما التبسم وطلاقة الوجه فأرفع من ذلك كله، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تبسمك في وجه أخيك صدقة» (١).

وقال جرير: ما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا تبسم (٢).

فهذا هو خلق الإسلام، فأعلى المقامات من كان بكاء بالليل، بسامًا بالنهار، وقال عليه السلام: «لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه» (٣).

ينبغي لمن كان ضحوكًا بسامًا أن يقصر من ذلك، ويلوم نفسه حتى لا تمجه الأنفس، وينبغي لمن كان عبوسًا منقبضًا أن يتبسم ويحسن خلقه، ويمقت نفسه على رداءة خلقه، وكل انحراف عن الاعتدال فمذموم، ولابد للنفس من مجاهدة وتأديب (٤).

أخي المسلم .. إن كانت الرفقة الصالحة والأخوة الصادقة تعين على الطاعة وتشد الأزر وتشحذ النفوس ... فإن المسلم يحتاج إلى وقفات محاسبة ولحظات مراجعة.

قال عمر بن الخطاب: خذوا بحظكم من العزلة (٥).

ولسنا نريد رحمك الله بهذه العزلة التي نختارها مفارقة الناس في الجماعات والجمعات وترك حقوقهم في العبادات وإفشاء السلام


(١) رواه البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن حبان وصححه الألباني.
(٢) أخرجه البخاري ومسلم.
(٣) أخرجه الحاكم والبزار وأبو يعلى وفي إسناده ضعف.
(٤) السير ١٠/ ١٤٠.
(٥) العزلة ١٨.

<<  <   >  >>