بالأمس، وثيقة يرجع إليها البلداني، والمؤرخ، وباحث الآثار، والاجتماعي، والحكيم، والطبيب، والمنجم، والأديب.
هذه الرسالة الصغيرة الحجم العظيمة القدر كانت متعارفة متداولة بين كبار العلماء والمؤرخين، ثم أضحت نادرة مجهولة، إلى أن تمكن المغفور له العلامة أحمد تيمور باشا - طيب الله ثراه - من اقتنائها في مكتبته الخاصة، وهي برقم ٦٠١ أدب. وعلى هذه النسخة الوحيدة في العالم - كما يتضح من مراجعة فهارس بروكلمان (١) - أعتمد في نشر هذه الرسالة الفريدة، التي أورد طرفاً منها ياقوت في «إرشاد الأريب»، والعماد في «الخريدة»، والقفطي في «إخبار العلماء»، وابن أبي أصيبعة في «عيون الأنباء»، والأسعد بن مماتي في «قوانين الدولة»، والمقرى في «نفح الطيب»، والمقريزي في «الخطط»، والأدفوى في «الطالع السعيد»، والسّيوطى في «حسن المحاضرة»، كما سيتضح لك عند تحقيق نصوصها.
ولأبي الصلت غير الرسالة المصرية «كتاب الحديقة» على أسلوب «يتيمة الدهر» للثعالبي، وقد نقل منه العماد في «الخريدة». وله أيضاً «الأدوية المفردة» وهو محفوظ في مكتبة بودليان؛ و «رسالة في العمل بالأسطرلاب» في برلين وليدن وبودليان، و «تقويم الذهن» في المنطق، بمكتبة الإسكوريال، و «أوراق من كتاب في الفلك» بالإسكريال، و «كتاب في المعاني المختلفة للفظة نقطة» في مكتبة ليدن، و «قصيدة» بمكتبة برلين.
(١) انظر بروكلمان (١: ٤٨٦ - ٤٨٧) وملحقه الأول (ص ٨٨٩). على أنني عثرت فيما بعد على قطعة من الرسالة المصرية في دار الكتب المصرية برقم ٣٥٤ تاريخ، سأنبه على موضع بدئها ونهايتها في الحواشى.