علم تحقيق النصوص، وترك بصمات واضحة في شخصية استاذنا، ظهرت بجلاء في تحقيقه لكتاب ((التكملة)) سنة ١٩٦٧م، ومنح مرتبة الامتياز، قال لي استاذنا:"وهو أوّل من حصل على هذه المرتبة في تاريخ الدراسات العليا في العراق".وفي أثناء ذلك حصل على منحة من جامعة هامبورك الألمانية لتعلم اللغة الألمانية ليعيّن معلماً للغة العربية في الجامعة المذكورة، وتعلمها سنة ١٩٦٥م.
وفي سنة ١٩٦٧م قبل طالباً للدكتوراه في قسم اللغات الشرقية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وأعدّ رسالةً بعنوان ((الحضارة الإسلامية في ظل الدولة السامانية)) بإشراف الأستاذ الدكتور يحيى الخشاب ـ رحمه الله ـ لكنه لم يناقش هذه الرسالة لعدم تمكنه من الإقامة في القاهرة بسبب وفاة والده سنة ١٩٦٨م وتحمله المسؤولية العائلية، وعودته إلى مهنته في زراعة الأرض.
وفي سنة ١٩٧٦م نال مرتبة الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة بغداد عن رسالته ((الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام)) (١).
ثالثاً: رحلاته، وكبار مشايخه وتلامذته:
عني شيخنا بدراسة الحديث النبوي الشريف منذ شبابه، ولا سيما علم التراجم والرجال والعلل، فطاف البلاد طلباً للسماع، ومن رحلاته:
١ - رحل إلى مكّة وسمع بها من العلامة المحدث الشريف أبو محمد بديع الدين شاه الراشدي المكي بما تضمنه " ثبت الإجازة" بالرواية عنه.
(١) حدثني استاذي د بشار أنه كتب هذه الأطروحة في أربعة أشهر: أيلول ـ كانون أول سنة ١٩٧٥، ونالت بحمد الله ومَنِّه رضا أهل العلم وأثنوا عليها الثناء الحسن. وقد أثنى الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تقديمه لرسالة الذهبي ص١٤٩: ((ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل)) فقال: ((وخير كتاب وقفت عليه للمعاصرين ترجم للحافظ الذهبي وعَرَّف به وبمؤلفاته: كتاب ((الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام))، للعلامة (كذا) المحقق الدكتور بشّار عوّاد معروف، البغدادي، المطبوع بالقاهرة سنة ١٩٧٦م. بمطبعة عيسى البابي الحلبي، وقد بَلَّغ فيه آثار الذهبي ومؤلفاته من كتب وأجزاء ورسائل إلى ٢١٤ أثر، مع الإشارة إلى مواضع ذكرها من الكتب، ومواضع وجودها في المكتبات، ومنه استفدت معرفة هذه الرسالة وموضعها، فجزاه الله تعالى عني وعن العلم خيراً، فمن أراد التوسع في معرفة الإمام الذهبي، فليرجع إلى هذا الكتاب النفيس)).