الصحيحة تقطع الدم والهواء فوراً عن الدماغ فيصاب الحيوان بإغماء كامل ويفقد الحس تماماً والاختلاجات التي تحدث هي عبارة عن أفعال انعكاسية لها أهمية كبيرة في تخليص الذبيحة تماماً مما بها من الدم."
وقال " لا بد هنا من التفريق بين عدم الوعي وعدم الإحساس بالألم فالحيوان هنا مع عملية الذبح يكون كامل الوعي لكنه عديم الإحساس بالألم فالمخ والقلب نشيطان وهي من المتطلبات الفسيولوجية والتشريحية للتخلص من الدم. "
ثم قال " وإن ما نراه في الحيوان من رفس وتشنج وما شابه ذلك هي من مؤثرات بقاء الحياة في الجهاز العصبي، ولا يشعر الحيوان المذبوح بها على الإطلاق."
وعموماً على المسلم أن يعتقد أن الله عز وجل لا يضع الشيء في غير موضعه، ولا يمنع ذي الحق حقه ولا يظلم خلقه مثقال حبة من خردل أياً كانوا , هذا وإن كنا قد نختلف في تعيين هذه الحقوق على التفصيل.
• تأويل مصائب الأطفال:
لا شك أن ولادة الولد أعمى أو معاقاً ليس بسبب الذنوب لأنه لم يقع منه ذنب وليس مكلفاً، وإنما هو ابتلاء قد يرفعه الله تعالى به ويكرم والديه وذويه إذا صبروا على البلاء.
فمرض الطفل, أو ولادته مُعوَّقاً , فى ميزان حسناته يوم القيامة , قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه, وولده, وماله, حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)) [سنن الترمذي, صحيح الجامع:٥٨١٥] والله سبحانه وتعالى {لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء:٤٠] ومما ذكر أهل العلم من حكمة ابتلاء الأطفال ببعض الآلام أن الله تعالى يعوضهم عن ذلك بعد موتهم، قال القرطبي في تفسيره: قال العلماء: كما اشترى من المؤمنين البالغين المكلفين كذلك اشترى من الأطفال فآلمهم وأسقمهم لما في ذلك من المصلحة وما فيه من الاعتبار للبالغين فإنهم لا يكونون عند شيء أكثر صلاحاً وأقل فساداً منهم عند ألم الأطفال وما يحصل للوالدين الكافلين من الثواب فيما ينالهم من الهم ويتعلق بهم من التربية والكفالة، ثم هو عز وجل يعوض هؤلاء الأطفال عوضاً إذا صاروا إليه ونظير هذا في الشاهد أنك تكتري الأجير ليبني وينقل التراب وفي كل ذلك له ألم وأذى ولكن ذلك جائز لما في عمله من المصلحة ولما يصل إليه من الأجر. انتهى.
فلن يضيع أجر هذا الطفل, فهو الذي لا يضيع حتى أجر الكافر, ولكنه يعجِّل أجره في الدنيا من مال, وولد, وصحة, وشُهرة ... إلى غير ذلك, قال الله تعالى: {مَن كَانَ