للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثاني

نهاية الحجاج

[المبحث الأول: موته، ووقته:]

توفي الحجاج سنة ٩٥هـ‍يوم الجمعة، لتسع بقين من رمضان، وقيل: مات في شوال وهو ابن أربع وخمسين سنة، وقيل: ثلاث وخمسين سنة (١).

[المبحث الثاني: أثر وفاته:]

لما توفي قال خادم الوليد: إني لأوضئ الوليد يوماً للغداة، فمد يده فجعلت أصب عليه الماء وهو ساهٍ، والماء يسيل، فلا يستطيع أن يتكلم، ثم نضح الماء في وجهي وقال: ما تدري ما جاء الليلة؟ فقلت: لا، قال: ويحك مات الحجاج (٢) (٣).

[مواقف الحجاج مع التابعين ومواقفهم معه (٤):

[١ - موقفه مع الحسن البصري:]

للحسن البصري مواقفه الشجاعة الباسلة في وجه الحجاج، تشهد له بعلوّ كعبه، وسبقه في هذا الأمر، فقد تصدّى لطغيانه، وجهر بين العامة بسوء أفعاله، وصدع في وجهه بكلمة الحق والصدق. ولا أدلّ على ذلك من موقفه القوي الشجاع حين بنى الحجاج بناءً في


(١) ميزان الاعتدال للذهبي، ٢/ ٢٢٦ - ٢٢٧، وتقريب التهذيب لابن حجر، ص٢٢٥. وانظر: هزاع الشمري، الحجاج، ص٢٢.
(٢) روى أبو حنيفة عن حماد قال: بشرت إبراهيم (النخعي) بموت الحجاج فسجد وبكى من الفرح. ذكره الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ، ١/ ٧٣.
(٣) هزاع الشمري، الحجاج، ص٢٢.
(٤) هذه المواقف أضفتها للفائدة [المحقق].

<<  <   >  >>