للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (١). فلما أخلص لربه صرف عنه دواعي السوء والفحشاء.

ولهذا لما عَلِمَ إبليسُ أنه لا سبيل له على أهل الإخلاص استثناهم من شِرْطتِه التي اشترطها للغواية والإهلاك، فقال: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (٢). قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} (٣).

فالإخلاص هو سبيل الخلاص، والإسلام مركبُ السلامة، والإيمان خاتم الأمان.

وقوله: ((ومناصحة أئمة المسلمين))؛ هذا أيضاً منافٍ للغلِّ والغشِّ؛ فإن النصيحة لا تُجامع الغل، إذ هي ضده، فمن نصح الأئِمةَ والأمةَ فقد برئ من الغلِّ.


(١) سورة يوسف، الآية: ٢٤.
(٢) سورة ص، الآيتان: ٨٢، ٨٣.
(٣) سورة الحجر, الآية: ٤٢.

<<  <   >  >>