للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نحو: المجيد، العظيم، الصمد؛ فإن المجيد من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال، ولفظه يدل على هذا فإنه موضوع للسعة، والكثرة، والزيادة، فمنه استمجد المرخ والعفار (١)، وأمجد الناقة علفاً. ومنه «رب العرش المجيد» صفة للعرش لسعته وعِظَمِهِ وشرفه (٢). وتأمل كيف جاء هذا الاسم مقترناً بطلب الصلاة من اللَّه على رسوله كما علمناه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه في مقام طلب المزيد والتعرض لسعة العطاء وكثرته ودوامه، فأتى في هذا المطلوب باسم تقتضيه كما تقول: اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، ولا يَحسن إنك أنت السميع البصير، فهو راجع إلى


(١) المَرْخُ: شجرٌ سريعُ الوَرْيِ. وفي المثل: (في كلِّ شجرٍ نار، واستمجد المَرْخُ والعَفار)، والعَفارُ: الزند، وهو الأعلى. الصحاح في اللغة، مادة (مرخ).
(٢) قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره: ((المجيد فيه قراءتان: الرفع على أنه صفة للرب - عز وجل -، والجر على أنه صفة للعرش، وكلاهما معنى صحيح))، ٤/ ٤٩٧.

<<  <   >  >>