للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بينه وبينهم، كما لا نسبة لذواتهم إلى ذاته، وصفاتهم إلى صفاته، فالذي أعطاهم السمع، والبصر، والحياة، والعلم، والقدرة، والجمال، أحقّ منهم بذلك، وكيف يعبّر أحد عن جماله وقد قال أعلم الخلق به: «لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (١)،وقال - صلى الله عليه وسلم -: «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» (٢)، فسبحان اللَّه وتقدّس عما يقوله الظالمون النافون لكماله علواً كبيراً، وحسبهم مقتاً وخساراً أنهم حُرموا من الوصول إلى معرفته والابتهاج بمحبته (٣).

قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «لا أحد أصبر


(١) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، برقم ٤٨٦.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب في قوله - عليه السلام -: إن الله لا ينام، برقم ١٧٩.
(٣) توضيح الحق المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية، للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ص٢٩ - ٣٢، بتصرف يسير.

<<  <   >  >>