للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}: أسند إبراهيم عليه الصلاة والسلام المرض إلى نفسه، وإن كان عن قدر اللَّه وقضائه، وخلقه، ولكنه أضافه إلى نفسه أدباً.

ومعنى ذلك: إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره بما يُقدِّر تبارك وتعالى من الأسباب الموصلة إلى الشفاء (١).

وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرشد الأمة إلى طلب الشفاء من اللَّه الشافي الذي لا شفاء إلا شفاءه، ومن ذلك ما رواه مسلم وغيره عن عثمان بن العاص أنه اشتكى إلى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وجعاً يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: «ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم اللَّه ثلاثاً، وقل سبع مرات: أعوذ باللَّه وقدرته من شر ما أجد وأحاذِر» (٢).

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من


(١) تفسير ابن كثير بتصرف، ٣/ ٣٣٩.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب السلام، باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء، برقم ٢٢٠٢.

<<  <   >  >>