للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي ذكر هذه الأسماء بعد الحمد في قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (١)، وإيقاع الحمد على مضمونها ومقتضاها ما يدل على أنه محمود في إلهيته، محمود في ربوبيته، محمود في رحمانيته، محمود في ملكه، وأنه إله محمود، ورب محمود، وملِك محمود. فله بذلك جميع أقسام الكمال:

كمال من هذا الاسم بمفرده، وكمال من الآخر بمفرده، وكمال من اقتران أحدهما بالآخر. مثال ذلك قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} (٢)، {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (٣)، {وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (٤)، فالغنى صفة كمال والحمد صفة كمال، واقتران غناه بحمده كمال أيضاً، وعلمه كمال، وحكمته كمال، واقتران


(١) سورة الفاتحة، الآيات: ١ - ٣.
(٢) سورة التغابن، الآية: ٦.
(٣) سورة النساء، الآية: ٢٦.
(٤) سورة الممتحنة، الآية: ٧.

<<  <   >  >>