وهكذا دفع - رضي الله عنه - في وجه الغلو, ونَهْى الغلاة؛ ولهذا قال عمرو بن سلمة - رحمه الله تعالى -: ((رأينا عامة أولئك الخلق - أي الذين نهاهم ابن مسعود عن التسبيح بالحصى - يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج)).
وهذا سيد التابعين في زمانه: إبراهيم بن يزيد النخعي المتوفى سنة ٩٦ - رحمه الله تعالى - ينهى بناته عن فتْلِ الخيوط للتسابيح؛ لأَنها وسيلة إلى غير المشروع, وهذا نظير النهي عن بيع العنب لمن يتخذه خمراً, ونظائره كثيرة في تحريم الوسائل المفضية إلى محرم كالبدعة.
ثم أنه لما تسربت طرق التعبد المبتدعة إلى المسلمين من رهبان النصارى, إلى ضُلاَّلِ الروافض, إلى فآم من أهل السنة, فاشتغلت طرق التصوف في بما المسلمين بما اخترع لها من التزام آلاف الأذكار, والأوراد, واتخاذ شعارات, وسمات ما أنزل الله بها من سلطان كلبس الخرق, والعمائم الملونة, وافتراش الحصر, والحضرة. . . والسُّبْحَة, حتى صارت