شعاراً, وجُلبت لها الأسماء والألقاب واعتقدت فيها أنواع الاعتقادات, بما تبين شرحه, وتفصيله.
بناء على جميع ما تقدم:
لا يستريب منصف أن اتخاذ السُّبْحَةِ لتعداد الأَذكار: تشبه بالكفار, وبدعة مضافة في التعبد بالأَذكار والأوراد, وعدول عن الوسيلة المشروعة:((العَدَّ بالأنامل)) التي دَلَّ عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله وفعله, وتوارثه المهتدون بهديه المقتفون لأَثره إلى يومنا هذا, وإلى هديه - صلى الله عليه وسلم - يُرد أمر الخلاف, وبه يتحرر الصحيح عند النزاع.
وإضافة إلى ذلك فإن فقهاء المذاهب المتبوعة لا يتنازعون في أن العد بالأنامل أفضل من العد بغيرها من الحصى ونحوه منثوراً أو منظوماً (١) , وأنه إذا انضاف إلى السُّبْحة أمر زائد غير مشروع, مثل جعلها في الأعناق تعبداً, والتغالي فيها من أنها حبل الوصل إلى الله, ودخول أي
(١) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - ٢٢/ ٥٠٦. الوابل الصيب لابن القيم: الفصل / ٦٨. نيل الأوطار للشوكاني: ٢/ ٣٥٣. الموسوعة الفقهية: ١١/ ٢٨٤.