للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[رد أهل العلم على الطاعنين في الحديث]

١ - قال ابن قتيبة رحمه الله في "تأويل مختلف الحديث" (١٧٧):

قالوا: حديث تكذبه حجة العقل والنظر.

قالوا: رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سحر وجعل سحره في بئر ذي أروان، وأنّ عليًا كرم الله وجهه استخرجه، وكلّما حل منه عقدة وجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خفة فقام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأنما أنشط من عقال.

وهذا لا يجوز على نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأنّ السحر كفر، وعمل من أعمال الشيطان فيما يذكرون، فكيف يصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع حياطة الله تعالى له وتسديده إياه بملائكته وصونه الوحي عن الشيطان؟ والله تعالى يقول في القرآن: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (١)}. وأنتم تزعمون أنّ الباطل ههنا هو الشيطان.

وقال: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلاّ من ارتضى من رسول فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا (٢)} أي: يجعل بين يديه وخلفه رصدًا من الملائكه يحفظونه ويصونون الوحي عن أن يدخل فيه


(١) سورة فصلت، الآية: ٤٢.
(٢) سورة الجن، الآية: ٢٦.

<<  <   >  >>