للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينفعوا أقوامهم وأوطانهم شَيْئا وَذَلِكَ لأَنهم لَا خلاق لَهُم، تتجاذبهم الْأَهْوَاء كَيفَ شَاءَت، لَا يتبعُون مسلكاً وَلَا يَسِيرُونَ على ناموس مطرد، لأَنهم يحكمون الْحِكْمَة فيفتخرون بدينهم وَلَكِن لَا يعْملُونَ بِهِ تهاونا وكسلاً. ويرون غَيرهم من الْأُمَم يتباهون بأقوامهم ويستحسنون عاداتهم ومميزاتهم فيميلون لمناظرتهم، وَلَكِن لَا يقوون على ترك التفرنج كَأَنَّهُمْ خلقُوا اتبَاعا. ويجدون النَّاس يعشقون أوطانهم فيندفعون للتشبه بهم فِي التشبيب والإحساس فَقَط، دون التشبث بِالْأَعْمَالِ الَّتِي يستوجبها الْحبّ الصَّادِق.

وَالْحَاصِل أَن شؤون الناشئة المتفرنجة أَيْضا لَا تخرج عَن تذبذب وتلون ونفاق، يجمعها وصف: " لَا خلاق لَهُم ". والواهنة خير مِنْهُم، متمسكون بِالدّينِ وَلَو رِيَاء. وبالطاعة وَلَو عمياء، على انه يُوجد

<<  <   >  >>