فِي المتفرنجة أَفْرَاد غيورون كالراسخين من أَحْرَار الأتراك، الملتهبين غَيره تَقْتَضِي احترام مزيتهم.
ثمَّ قَالَ السَّيِّد الفراتي: أَن الخور المبحوث فِيهِ عِلّة معدية تسري من الشُّيُوخ إِلَى الشَّبَاب وَمن الطَّبَقَة الْعليا إِلَى الْعَامَّة. وليت الشُّيُوخ والكبراء يرضون بِمَا كتبه الله عَلَيْهِم من الذلة والمسكنة، والخمول وَسُقُوط الهمة، والدناءة والاستسلام، فَيتْركُوا أهل النشأة الجديدة وشأنهم، لَا يستهزؤن وَلَا يعطلون، وَلَا يسفهون وَلَا شبطون. وَمَا أظنهم بفاعلين ذَلِك أبدا إِلَّا أَن تتصدى لَهُم جرائد مَخْصُوصَة تقابلهم باللوم والتبكيت، وتسلط عَلَيْهِم أَقْلَام الأدباء وَالسّنة الشُّعَرَاء، بِوَضْع أهاجي وأناشيد بعبائر بسيطة محلاة بنكت مضحكة لكَي تَنْتَشِر حَتَّى على السّنة الْعَامَّة. وبمثل هَذَا التَّدْبِير تثور حَرْب أدبية بَين الناشئة والواهنة، لَا تلبث أَن تَنْتَهِي بانكسار الفئة الثَّانِيَة: أُولَئِكَ البائسين الفاشلين، المتواكلين، المتقاعسين، المتخاذلين، المتشاكسين، العاجزين عَن كل شَيْء إِلَّا التعطيل.
وَمن رَاجع تواريخ الْأُمَم الَّتِي استرجعت نشأتها والدول الَّتِي جددت عصبيتها، يجد من حكمائها ونجبائها مثل حسان قُرَيْش وكميت العباسيين، ولوثر الألمانيين وفولتر الفرنساويين، قد تغلبُوا على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute