بالانقراض أَو الاندماج فِي أمة أُخْرَى. أَو يتدارك الله تِلْكَ الْأمة بعناية بَالِغَة، فيبعث لَهُم رَسُولا يجدد دينهم، أَو يخلق فيهم أَنْبيَاء أَو حكماء يصلحون لَهُم مَا فسد من دينهم، كَمَا حصل ذَلِك فِي الْأُمَم الْمَاضِيَة: كعاد وَثَمُود، وكالسريان وَإِسْرَائِيل وكنعان وَإِسْمَاعِيل، وكما قَالَ الله تَعَالَى: (وَمَا كَانَ الله ليضل قوما بعد إِذْ هدَاهُم حَتَّى يبين لَهُم مَا يَتَّقُونَ} .
وَعند التَّأَمُّل يُوجد الشّرك وَالتَّشْدِيد كَأَنَّهُمَا أَمْرَانِ طبيعيان فِي الْإِنْسَان، يسْعَى وراءهما جهده بسائق النَّفس وقائد الشَّيْطَان؛ لِأَن النَّفس تميل إِلَى عبَادَة الْمَشْهُود الْحَاضِر أَكثر من ميلها إِلَى عبَادَة الْمَعْقُول الْغَائِب، ومفطوره على التَّشْدِيد رَغْبَة فِي التميز؛ والشيطان يسعف النَّفس بالتسويل والتأويل، والتحويل والتضليل، إِلَى أَن يفْسد الدّين (مرحى) .
ثمَّ إِذا دققنا حَالَة الإسلامية فِي الْقُرُون الخالية، نجدها عِنْد أَكثر أهل الْقبْلَة قد أَصَابَهَا بعض مَا أصَاب قبلهَا غَيرهَا من الْأَدْيَان؛ كَمَا أخبرنَا الله تَعَالَى بقصصها فِي كِتَابه الْمُبين، ووعدنا بوقوعنا فِيهِ سيد الْمُرْسلين، وأرشدنا إِلَى طرائق التَّخَلُّص مِنْهُ إِن كُنَّا راشدين.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute