للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكيف إذن يحصل الخشوع الذي يظنه السائل، وهم على الحالة الموصوفة، بل ذلك شيء آخر أصون القلم عن تسطيره، وخير لهم كذلك أن يجتمعوا على ذكر الله تعالى، ولاسيما بالأذكار الواردة عن الرسول عليه السلام، ذكرا يستحضرون فيه قلوبهم، وأرواحهم ليسري فيهم سر الذكر، أما بدون استحضار المعنى ما يتلفظ به كسبحان الله، أو لا إله إلا الله، بحيث كان غافلا مثلا ...

إلى أن قال في بيان بدعية السماع الصوفي: وعلى أي حال، فلم يكن الوجد والسماع المسؤول عنهما في هذا السؤال بالصفة المذكورة والرقص الفظيع وتأنيث الضمير المسند إلى الله تعالى وتنزه، هو مثل الوجد والسماع الذي هو محل الخلاف بين العلماء، بل هذا لا يظهر أن أحدا يجوزه على الصفة المذكورة، فهذا الرقص، وهذا الصياح الفظيعان منهي عنهما بحديث في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري جاء عنه - صلى الله عليه وسلم -، أنه لما سمع أصوات الصحابة يجهرون بالتكبير قال لهم: «أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم». (١)

هذا والله تعالى يقول: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:٥٥].


(١) رواه البخاري (٢٨٣٠ - ٣٩٦٨ - ٦٠٢١ - ٦٢٣٦ - ٦٩٥٢) ومسلم (٢٧٠٤) وأبو داود (١٥٢٦) وأحمد (٤/ ٣٩٤ - ٤٠٢ - ٤١٧) والبيهقي (٢/ ١٨٤) والنسائي في عمل اليوم والليلة (٥٣٨) وابن أبي شيبة (٢/ ٢٣٢) وعبد الرزاق (٩٢٤٤) والبزار (٢٩٩٠ - ٢٩٩٤) وأبو يعلى (٧٢٥٢) واللالكائي في شرح السنة (٦٨٦) وابن أبي عاصم في السنة (٦١٨) وغيرهم.

<<  <   >  >>