وهذا الأصل يقضي بالإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا حركة ولا سكون في السماوات ولا في الأرض إلا بمشيئته، فلا يكون في ملكه إلا ما يريد.
والنصوص المصرحة بهذا الأصل المقررة له كثيرة وافرة، قال تعالى:(وما تشاءون إلا أن يشاء الله)[التكوير: ٢٩] ، وقال:(ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله)[الأنعام: ١١١] ، وقال:(ولو شاء ربك ما فعلوه)[الأنعام: ١١٢] ، وقال:(إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون)[يسن: ٣٦] ، وقال:(من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم)[الأنعام: ٣٩] .
ومشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة يجتمعان فيما كان وما سيكون، ويفترقان فيما لم يكن ولا هو كائن.
فما شاء الله تعالى كونه فهو كائن بقدرته لا محالة، وما لم يشأ الله تعالى إياه لا يكن لعدم مشيئة الله تعالى ليس لعدم قدرته عليه، قال تعالى:(ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد)[البقرة: ٢٥٣] ، وقال:(ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة)[المائدة: ٤٨] ، وقال:(ولو شاء الله لجمعكم على الهدى)[الأنعام: ٣٥] ، وقال:(ولو شاء الله ما أشركوا)[الأنعام: ١٠٧] ، وقال: (ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم