للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا، كذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره» «١» . والحجر الذي رفضه البناؤون كناية عن إسماعيل جد محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال: «مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله، ألا موضع لبنة في زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبهم البناء فيقولون: إلا وضعت هاهنا لبنة ليتمّ البناء؟ فأنا اللبنة، جئت، فختمت الأنبياء» . وقال المسيح للحواريين «إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون الآن أن تحتملوا، وأما متى جاء ذاك- روح الحق- فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم عن نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية» «٢» .

ويؤخذ من المخطوطات التي عثر عليها بجوار البحر الميت أن عيسى عليه السلام كان (مسيا) المسيحيين (ومسيا كلمة آرامية معناها الرسول) وأن هناك مسيا آخر سيأتي بعده وقد قال عنه المسيح «ومتى جاء المعزي- البارقليط- فهو يشهد لي» «٣» . ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بعده فشهد له وأنصفه ودافع عنه وعن العقيدة الصحيحة التي جاء بها. وقد جاء في إنجيل برنابا، الذي استبعدته الكنيسة في العهد الأول وحرم البابا جلاسيوس قراءته سنة ٤٩٢ م «٤» ما يؤيد هذه المخطوطات، ويوضح ما فيها من إجمال، قال: «فلما كان الناس قد دعوني الله،


(١) إنجيل متى ٢١: ٤٢، ٤٣.
(٢) إنجيل يوحنا ١٦: ١٢، ١٣.
(٣) كلمة (المعزي) هذه التي وردت في إنجيل يوحنا هي ترجمة) Paraclete (ومعناها محمد أو أحمد أو محمود. وهناك كلمة تشابهها وهي) Peraclyte (ومعناها المعزي ... فإن كانت الأولى فإن عيسى عليه السلام يكون قد بشر بمحمد صراحة فيما ذكره إنجيل يوحنا، وهذا أمر لا لبس فيه ولا غموض، وإن كانت الثانية (المعزي) يكون عيسى قد كنى عن رسول الله بالمعزي بدلا من محمد، لأن الأوصاف التي ذكرت في إنجيل يوحنا لا تنطبق إلا على محمد: قلعجي: محمد في الكتب المقدسة، مجلة حضارة الإسلام، عدد ١- ٢ سنة ٨.
(٤) وقد أعلن تشارلس فرنسيس بوتر في كتابه (السنين المفقودة من عيسى تكشف) ص ١٢٧ ما يلي: «لدينا الآن وثائق كافية تدل على أن المخطوطات- المكتشفة في البحر الميت- هي حقيقة (هبة الله إلى البشر) لأن في كل ورقة تفتح تأتي إثباتات جديدة على أن عيسى كان كما قال عن نفسه (ابن الإنسان) أكثر منه (ابن الله) كما ادعي عليه وهو منه بريء» وقال في ص ١٢: «من العسير العثور على كتاب في العهد القديم لا يحتاج إلى تصحيحات تحت ضوء مخطوطات (البحر الميت) وكذلك ليس هناك كتاب في العهد الجديد لا يحتاج إلى تفسير شامل للآيات الأساسية التي تقوم عليها الشريعة» انظر: إبراهيم خليل أحمد: محمد في التوراة والإنجيل والقرآن، ص ٩٢- ٩٣.

<<  <   >  >>