ومن الغريب أن الناس يتشاءمون على الملك بخطبتين في يوم واحد فوقع ذلك الآن مع إنه كان يمكنهم فعله في غيره من الأيام ولكن ما فطن أحد له إلا بعد وقوعه على أنني فطنت لها قل الوقوع ولكن سكتت للتجربة هل تجري العادة أو تكون هذه خارقة للعادة فكانت خارقة للعادة لم يحصل للسلطان إلا كل خير.
وفي يوم السبت عشرينه نقص البحر ثلاثة أصابع ونودي بالقاهرة بالكف عن المعاصي وصيام يوم وفطر يوم وبعرض المماليك السلطانية من الغد لنهيهم عن أخذ الغلال وبأمرهم بسكنى الطباق ففعل ذلك من الغد.
وفي يوم الأحد حادي عشرينه ويوافقه ثاني نوروز القبط وهو ثاني توت أحد شهور القبط كانت انتهاء زيادة النيل في هذه السنة أولا وأخرا خمسة أصابع من الذراع السادس عشر وهو شيء لم نعهده ولا سمعنا بمله منذ سنين فسبحانه يتصرف في ملكه بما شاء وفي يوم الاثنين نودي بزيادة إصبع فأنعم السلطان على ابن الرداد حين بشره بذلك مائة دينار واستمرت الزيادة من يوم تاريخه سنة في كل يوم على ما سيأتي أن شاء الله.
وفي يوم الخميس خامس عشرينه سافر المحب ابن الشحنة قاضي النفية بحلب وناظر بعد إقامته بالقاهرة أشهرا.
وفي يوم السبت سابع عشرينه ويوافقه ثامن توت انتهت زيادة النيل إلى سبعة عشر إصبعا من الذراع السادس عشر وبقي للوفاء سبعة أصابع فنقص من الغد في يوم الأحد ثامن عشرينه وتاسع توت إصبعا فعاد اضطراب الناس كما كان أولا.
وفي يوم الاثنين تاسع عشرينه عزل الطواشي عبد اللطيف