الفلاح شاد الحوش السلطاني بالطواشي جوهر اليشبكي المعروف بالتركماني بعد أن أمر السلطان فيروز الخازندار والزمام بضربه مائتي عصاه على رجليه ففعل فيروز ذلك ورسم لعبد اللطيف بلزوم داره وعبد اللطيف هذا كان من الفلاحين ببعض قرى القاهرة فنزل وهو صغير للسباحة في البحر فآخذت الترسة ذكره وخصيته فتداوي حتى عوفي به فقدم به والده إلى خشقدم الظاهري الزمام كان في دولة الاشفية فأخذه وضمه إلى الخدام إلى أن ترفي وولي شاد الحوش وصار من أمره ما حكيناه ولا زال على حاله حتى مات في سنة ست وخمسين ومضى هذا الشهر وقد كثرت الأمر الحادة وفشت في الناس.
وفيه ركب أعيان الدولة من الفقهاء والكتبة على الخيول على عادتهم لاشتغال المماليك السلطانية عنهم بما هو أهم من ذلك من توقف البحر عن الزيادة وغلو الأسعار.
وفي هذا الشهر رأس السلطان لفارس الترماني بالتوجه إلى جزيرة قبرس من بلاد الفرنج ليشتري منها مغلا ويعود به إلى القاهرة بعد أن دفع له مبلغا من الذهب وأحاله على صاحب قبرس بما عليه من الجزية.
وفي هذا الشهر توفي جانبك النوروزي كما سيأتي.
شعبان أوله الثلاثاء الموافق لحادي عشر توت استهل والناس في أمر مريج من كثرة الأمراض والمصيبة العظمى عدم الوفاء إلى الآن وغلو الأسعار في سائر المأكولات