كانوا يفعلون ذلك على القواعد السالقة فيظهر بذلك البجل الزائد والفرجة التامة ويخرج الناس لرؤية ذلك ذهابا وإيابا وكان السبب في إبطاله أن الدوادار الثاني تمبغا كان أمير المحمل في هذه السنة فلم يركب لها واعذر بقلة سفر المماليك في هذه السنة لكون القاعدة أن كل من يحج من المماليك السلطانية والأعيان يركب في خدمته إذا ركب للمساية وأيضا لما بالناس من الغلاء المفرط والانكاد المترادفة وقد مضى رمضان عن الناس بعد مقاساة شدائد من عظم الغلاء وعم البلاء جميع الخلائق وعز وجود جميع المأكولات فأبيع القمح فيه بألف ومائتي درهم فما دونها وفوقها والشعير بثماني مائة فما دونها والقول بسبعمائة فما دونها والبطة من الدقيق العلامة بأربعمائة والرطل من اللحم الضأن بأحد عشر والشيرج باثنين وعشرين والجبن الأبيض بخمسة عشر والمقلي بثمانية عشر وأما الخضراوات فعزيزة الوجود شوال أوله السبت فيه سافر خشكلدي الزيني الدوادار إلى البلاد الشامية المقيمين بالبلاد الحلبية.