أنفسهم ويقتصدون بذلك لمن حضر فحملت العوام كلام الشيخ على هذه القاعدة بان الشيخ محما لما قال يموت في اليوم الفلاني ما قصد إلا عن السلطان لكونه ضرب فقراءه ولم يكن غير ذلك فان الشيخ محمدا السفاري كان خيرا دينا حسن السيرة يقصد للزيارة رحمه الله تعالى.
وفي يوم الجمعة هذا ورد الخبر من البلاد الحجازية بان تمراز المصارع فر من بلاد الهند إلى جبرت، مملكة السلطان سعد الدين بغير مال وهذا الخبر فيه أقوال.
وفي يوم الاثنين رابع عشرة قدم الأمير فراجا العمري من دمشق إلى القاهرة وكان مقيما بدمشق من جملة أمراء البطالين.
وفي يوم الأحد العشرين منه ويوافق سادس عشرين بؤنة أحد شهور القبط أخذ قاع النيل فجاءت القاعدة أربعة اذرع وخمسة عشر إصبعا وكان النيل في هذه السنة قد احترف احترافا زائدا حتى خاص الناس من عدة مواضع من ساحل بولاق إلى منبابة وقل جريان الماء إلى الغاية وقاست الناس في هذه السنة من البلاء والشدائد والغلاء والجهد ما لا مزيد عليه واتضع جانب أهل الديار المصرية رئيسها ووضيعها بل أشرفت القاهرة على الخراب وبرح عنها خلائق من أهلها لا تدخل تحت الحصر إلى البلاد الشامية وورد عليها من أهل القرى ومن الأعراب أمثال من خرج منها وكثرت الفقراء منهم بالقاهرة حتى صاروا أفواجا في الطرقات ومات منهم خلائق كثيرة من شدة القحط.
جمادى الآخرة أوله الخميس في ثامنه بقي السلطان ببيت الزيني عبد الباسط وفيه سافر زين الدين يحيى الاستادار إلى جهة المنصورة بالوجه البحري.
وفي يوم السبت عاشره لبس القاضي شهاب الدين أحمد ابن الزهري قضاء الشافعية بطرابلس.