للتكلم فيه فتكلم وامعن فعزله السلطان من وقته وأرسل بالطواشي مرجان الحسنى الحبشي الجمدار الخاص إليه بعزله وبأخذ الخلعة من عليه وأخذ المربعة منه فسر الناس بعزله سرورا زائدا واشبع أيضاً بين الناس بعزله عن إمرة حاج الركب الأول وكل ما يفعله عبد العزيز هذا يكون في الغالب بغير رضى أبيه محمد الصغير.
وفي يوم الأربعاء ثامن عشرينه وصل زين الدين الاستادار من سفرته إلى جهة المنصورة.
شهر رجب أوله الجمعة ويرافقه سادس أبيب فيه نودي على النيل المبارك بزيادة خمسة عشر إصبعا من الذراع الثاني عشر وقد تطاول الناس للزيادة في هذه السنة وكثر السؤال عن ذلك بحيث أن النساء قد صرن يسألن عن ذلك قلت والناس معذرون في كثرة السؤال عن هذا المعنى في مل هذه السنة فان الديار المصرية قد أشرفت على الخراب من عظم ما وقع فيها في هذه السنين من الغلاء المتداول والقحط المتطاول ثم الشراقي العظيم وقد نفذ ما بأيدي الناس من التاع والأموال وخلت غالب القرى من أعلاها والعالم منتظرون هذا النيل القادم فإن كان وإلا فالله تعالى يحسن العاقبة بمحمد وآله.
وفي هذه الأيام انحل سعر الغلال بالديار المصرية فأبيع القمح بتسعمائة درهم الإردب إلى ما دونها والقول بدون ذلك بيسير وهو قليل الوجود جداً والشعير بخمسمائة درهم الإردب إلى ما فوقها وإما سائر ما يوكل من اللحوم والاجبان فبالغلو الزائد الخارج عن الحد.