نعم , هذا هو الوالد الحقيقى الذي عرف الطريق إلى الله فعرفه لأبنائه , لا ذالكم الأب الذي ضيع أيامه وانشغل بالدنيا .. وتعجب حين تعلم أن هذا الأب كلما انشغل بالأولاد ليرضيهم لا يرضون فتزداد المشاكل والهموم , ولو أنه شغل نفسه وعياله بالله لحلت المشاكل.
إننا اليوم ونحن ننظر في واقع المسلمين , لا نجد أحدا يعيش يومه فالكل ينظر للمستقبل وناس أنه يمكن ألا يكمل يومه .. قال ابن عمر:" إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ". لقد تعجبت لبعض الافكار والاخلاقيات التي وصلت إلى القرى!! وكيف لا أدهش ونحن دائما نعد هؤلاء الفلاحين أصولنا .. هؤلاء أولاد الأصول .. هؤلاء هم الناس الذين يفهمون في الأصول , ألا لعنة الله على الظالمين الذين لوثوا صفاء الريف الروحى.
أفسد التلفاز أخلاقياتهم , فتجد الرجل يرسل ابنته لتتعلم وقد تسافر وحدها وترجع بالليل فتقول له: لماذا تعلم البنت؟ فهى في النهاية ستتزوج وتجلس في البيت , يقول لك: حتى يكون في يديها " سلاح " وتقول له: وإذا طلقت بسبب السلاح أو لم تتزوج فما الحل؟! وهل كان مع أمها سلاح؟ هل كان معها " بكالوريا "؟! وأمك أنت ماذا كان معها؟! ماذا كان سلاحهم؟!! ان السلاح هو رضا الله.
نعم: فهؤلاء الناس ينظرون إلى المستقبل ولا يعيشون واقعهم ,