للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعم: فنحن فى زمن تصغير الكبير .. تصغير الكبائر والقضايا الكبيرة وتكبير الاصاغر والمسائل الصغيرة .. والصدق أكبر مما تظنون.

الصدق - إخوتاه - هو الاسلام , قال - سبحانه وتعالى - " والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون "

(الزمر: ٣٣) , وقال ربنا " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا " (البقرة: ١٧٧). فبعد أن ذكر الله أركان الايمان أركان الاسلام , قال: " أولئك الذين صدقوا " .. إذا فالصدق هو الدين كله .. والتقوى أيضا تشمل الدين كله , فكل طاعة تقوى.

لكن أعز أنواع الصدق: صدق العزم , قال - تعالى - " طاعة وقول معروف فإذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم " (محمد: ٢١) .. هذه الاية مبهرة .. اقرأها ثانية .. هل فهمتها؟ ..

أسألك: لديك رغبة فى دخول الجنة؟ .. لديك استعداد لقيام الليلة من أولها لاخرها , وتصبح صائما , وتتصدق بنصف ما تملك من مال؟ , تقول: نعم , ان شاء الله .. وهذا ما يقوله الله فى الاية .. " طاعة وقول معروف " .. فترى هذا الشخص يسمع الكلام فيتكلم كلاما جميلا , فإذا عزم الامر .... أتدرى ما معنى هذه النقاط؟! , أى إذا عزم الامر لم تجد أحدا , " فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ".

<<  <   >  >>