للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ظلال القرآن إلى يقين جازم حاسم: أنه لا صلاح لهذه الارض , ولا راحة لهذه البشرية , ولا طمأنينة لهذا الانسان , ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة إلا بالرجوع ألى الله , والرجوع إلى الله - كما يتجلى فى ظلال القرآن - له صورة واحدة وطريق واحد , واحد لا سواه , إنه العودة بالحياة كلها إلى منهج الله الذى رسمه للبشرية فى كتابه الكريم , إنه تحكيم هذا الكتاب وحده فى حياتها , والتحاكم إليه وحده فى شئونها , وإلا فهو الفساد فى الارض , والشقاوة للناس والارتكاس فى الحمأة الجاهلية التى تعبد الهوى من دون الله " فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين " (القصص: ٥٠).

إن الاحتكام ألى منهج الله فى كتابه ليس نافلة ولا تطوعا ولا موضع اختيار , وإنما هو الايمان أو فلا ايمان .. والامر إذا جد .. إنه أمر عقيدة من أساسها , ثم هو أمر سعادة هذه البشرية أو شقائها .. إن هذه البشرية وهى من صنع الله لا تفتح مغليق فطرتها الا بمفاتيح من صنع الله , ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذى يخرج من عنده - سبحانه - , وقد جعل فى منهجه وحده مفاتيح كل مغلق وشفاء كل داء " وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " (الإسراء: ٨٢) ..

" إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم " (الإسراء: ٩).

لقد تسلّم الإسلام القيادة بهذا القرآن وبالتصور الجديد الذى جاء به من القرآن , وبالشريعة المستمدة من هذا التصور .. فكان ذلك مولدا

<<  <   >  >>