عقال. وبخاصة أوهاق الرزق والحرص والانشغال بالأسباب الظاهرة للنصيب الموعود. ومن ثم يجىء الهتاف قويا للانطلاق والتملص والفرار إلى الله من هذه الأثقال والقيود! , الفرار إلى الله وحده منزها عن كل شريك. وتذكير الناس بانقطاع الحجة وسقوط العذر:" إنى لكم منه نذير مبين " .. وتكرار هذا التنبيه فى آيتين متجاورتين , زيادة فى التنبيه والتحذير! ".
إخوتاه , ففروا إلى الله .. اقتربوا من طريق الله .. تعالوا خطوة واحدة إلى الله .. ضعوا أرجلكم على أول الطريق .. أعينونا على أنفسكم بالوقوف على رأس الطريق والله يأخذ بأيديكم.
أروا الله من أنفسكم خيرا , فلقد كتب الله - جل جلاله - سنة من سننه فى خلقه: أن من تقرب إليه تقرب - سبحانه - إليه ومن ابتعد عنه ابتعد - سبحانه - عنه .. " نسوا الله فنسيهم " (التوبة: ٦٧)
" فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم " (الصف: ٥) .. فمن تاب تاب الله عليه وأحبه , ومن بذل جهده واستفرغ وسعه فى طاعة الله , أعانه الله وسدده .. هذه قاعدة .. سنة مسلّمة .. فلا تنم عن الطاعات ثم تقول: لو كان الله يحبنى لهدانى .. لا .. بل تعال وهو يهديك.
وقد سمى ابن القيم - رحمه الله - هذا الأصل لقاحا .. مثل حبوب اللقاح .. فقال - عليه رحمة الله -