للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: لقاح الاستعداد للقاء الله قصر الأمل:

قال ابن القيم: " ولقاح أخذ أهبة الاستعداد للقاء قصر الامل , فإذا اجتمعا فالخير كله فى اجتماعهما والشر فى فرقتهما ".

وأسألك: لو خيرت , متى تحب أن تموت؟ .. سؤال ينبغى أن يفرض نفسه عليك .. متى تحب أن تموت؟ .. قال أحدهم: الآن , فقلت له: أمتأهب؟! .. أخاف عليك , لأن الله يقول: " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " (الزمر: ٤٧) .. وقال آخر: أخاف أن أقابله فأجد أمورا لم أكن أتوقعها .. أشياء لم أضعها فى حسبانى .. لم أكن أنتظرها .. هناك قضايا ومشاكل تنتظرنى سيحاسبنى الله عليها لا أعرفها .. ولذلك فأنا خائف.

معاذ بن جبل لما جاءه الموت قال: " مرحبا بالموت مرحبا زائر مغب وحبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم " .. فمعاذ إذا متأهب ومستعد.

حذيفة بن اليمان لما جاءه الموت قال: " يا موت غط غطك , يا موت شد شدك أبى قلبى إلا حبك" ..

يحب الموت لأنه متجهز ومستعد , فهل أنت متجهز؟!! .. هل أنت مستعد لمقابلة الله الآن؟! ..

" وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " (الزمر: ٤٧) .. " وبدا لهم سيئات ما كسبوا " (الزمر: ٤٨) .. وجدوا المكسب سيئات!

فلقاح أخذ الاهبة أن تكون سائرا فى الطريق إلى الله بحذر وتيقظ , فتخشى أن يأتيك الموت بغتة .. فعش يومك الذى أنت فيه معتقدا

<<  <   >  >>