للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا رب , القرآن ثقيل علىّ فسهله لى .. يا رب , لا أقوم الليل ولا أصلى الفجر فبأى وجه أقابلك , فخذ بيدى .. يا رب , المعاصى تملأ الارض , وكلما مشيت وقعت , فخذ بيدى .. يا رب .. يا رب .. هذا هو حال المؤمن , كمثل رجل فى البحر على خشبة يقول: يا رب .. يا رب , فاللهم سلمنا وارض عنا .. اضطرار وافتفار مع حسن ظن أنه لن يخيب رجاءك فيه , فيأخذ بذلك يدك ويبلغك المطلوب.

الثامن: الخشية لقاح المحبة:

قال ابن القيم: " والخشية لقاح المحبة , فإذا اجتمعا أثمرا امتثال الاوامر واجتناب المناهى ".

قال سهل: خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطوة وعند كل حركة , وهم الذين وصفهم الله - تعالى - , إذ قال: " وقلوبهم وجلة " (المؤمنون: ٦٠).

لمّا احتضر سفيان الثورى جعل يبكى , فقيل له: يا أبا عبدالله , عليك بالرجاء , فإن عفو الله أعظم من ذنوبك , فقال: أو على ذنوبى أبكى؟! , لو علمت أنى أموت على التوحيد لم أبال بأن ألقى الله بأمثال الجبال من الخطايا.

وقال ثابت البنانى: ما شرب داود عليه السلام شرابا بعد المغفرة إلا ونصفه ممزوج بدموع عينيه.

وهذا الصحابى الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص يقول: " لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلىّ من أن أتصدق بألف دينار ".

<<  <   >  >>